أهلاً بك في مدونات محمود جويلي المحامي

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك كنا ضعفاء فقويتنا كنا فقراء فأغنيتنا







إقـــــــــــرأ







http://www.quranflash.com/quranflash-affiliate1.html







الجمعة، 5 مارس 2010

الظالم و المظلوم

ظالماً أنا أم مظلوماً سؤال هام تدارج في الإختفاء حتى صرنا لا نحاسب أنفسنا و نحن نفكر في أمورنا الحياتية كل يوم و نظراً لإختلاف مقاييس العدالة بين البشر فقد أصبح الإحساس بالظلم و القهر هو الشعور المسيطر دائماً على القلوب والظلم له أشكلاً عديدة وصوراً مختلفة وعلى سبيل المثال فالموظف الذي يسرق صاحب العمل فمن المؤكد أنه ظالماً لنفسه و لأبنائه قبل ان يكون ظالماً لصاحب العمل وعلى الرغم من ذلك فسوف تجده عندما يفتضح أمره يأتي ليعلق فعلته الشنعاء على شماعة الظروف و التي من ضمنها مرتبه الضعيف و أنه إن لم يفعلها لكان سيموت جوعاً أو لأزدادت والدته مرضاً و ينسي أن الملك بيد الله و الشفاء والإبتلاء من عند الله فمن قدر عليه البلاء قادر أن يكتب له النجاه فإذا نظر للطير كيف يُرزق بقوت يومه وهو لا يعمل في وظيفة وليس له مرتب لكان عاد عن فعله المحرم ، وهذا ما يدعونا دائماً للتفكر في خلق الله وهي عبادة من أهم العبادات التي تنزل بداخلنا اليقين في قدرة الله وتنهانا عما يغضب الله .

و مع إنتشار أزمة الإسكان في عصرنا الحالي فقد أتجه الكثير من المستأجرين لتوريث الإيجار لأبنائهم أو لأقاربهم حتى من أبعد الدرجات على الرغم من إمتلاك المستأجر الأصلي لعدة عقارات في مناطق مختلفه ، و لكنه يظل متمسكاً بالعين بلا حاجة أو ضرورة طيلة خمسون عاماً بعلة أنه بيده عقد إيجار مبرم عام 1960 فلماذا يتركها للمالك إذا كان القانون قد خول له حق الإحتفاظ بها وتوريثها لأبنائه ، كل ذلك دون النظر للقيمة الإيجارية التي ظلت تتدنى حتى أصبحت لا تكفي قوت اليوم من العيش الحاف ، و تحت مظلة القانون أيضاً نجد الحفيد الذي ينازع على العين متمسكاً بعقد الإيجار الذي توارث من جده لأبيه ثم أتي عليه الدور ناسياً مدي إحتياج صاحب العقار لهذا الإيراد مع العلم أن هذا العقار في بعض الأحيان يكون لرجلاً مسناً أو لسيدة عجوز ليس لأي منهما دخلا سوي متحصلات هذا العقار ، و في أحياناً أخري يكون لأرملة تنفق منه على ايتام صغار لا يقدروا على الكسب أوالعمل ، و هذا ما لا يجعلنا نغفل الحديث عن ظلم الملاك للمستأجرين في ظل القانون الجديد و القديم فكم من ملاك أجبروا المستأجرين على ترك العين مستخدمين العنف و البلطجة و الكيد في محاضر الشرطة أحياناً ، و لذلك فيجب أن نطرح على أنفسنا عدة تساؤلات من بينها (

- هل نحن نرد الحقوق لأصحابها خوفاً من الوقوع تحت طائلة القانون فقط ؟؟؟

- أم أننا نردها خوفاً و طوعاً لله الواحد الأحد القهار ؟؟؟

- هل نحن أصبحنا نبحث عن القوانين التي تساعدنا على إنتزاع الحقوق من أصحابها ؟؟؟

- هل ضمائرنا لازالت مستيقظة أم أنها تأخذ بعض الراحة أمام المال ؟؟؟

دعونا نصارح أنفسنا و لو لبضع دقائق دعونا نستفتي أهل العلم و الدين في أمورنا قبل الإطلاع على القوانين الوضعية ، لأن هذه القوانين لم تسن لخدمة الباطل إنما كان الهدف منها هو وضع ضوابط ولوائح بين المواطنين مع حسن نية الجميع ، نعم حسن نية الجميع ! ! ! !.

و من أبشع صور الظلم و التي في تزايد مستمر هو الظلم بين الأزواج و الذي أدي إلى إمتلاء المحاكم بقضايا الأسرة و التي من بينها الكثير و الكثير من القضايا الملفقة و الملئية بالإدعاءات الكاذبة سعياً من الطرفين لتحطيم مستقبل الطرف الآخر و كأن الزوجين اصبحا اعداء ناسين كل مباديء المودة و الرحمة التي نادت بها كل الأديان السماوية ، و هذا ما أدي إلى إنتشار حوادث الخيانات الزوجية و التي إذا حاولنا أن نجد لها سبباً سوف نجد الزوجة التي خانت زوجها أو بالأدني أنحرفت عاطفياً تجاه رجلاً آخر تبرر ذلك لأن زوجها تركها لأعمال المنزل وتربية الأبناء وكرز كل وقته للعمل و مقابلة الأصدقاء و لم يعد يغازلها أو يشعرها بأنها أنثي رقيقة تحتاج إلى العطف و الحنان ، و على الجانب الآخر يكون رد الزوج الخائن أن زوجته كانت دائماً مشغوله عنه إما في أعمال المنزل أو في حياتها العملية ولم تعد لتستخدم أدوات الزينة و الملابس الأنيقة إلا عند الخروج من المنزل فقط بالإضافة لعدم إبتسامها في وجهه وعدم إنتظارها له حين العودة من العمل فكيف له أن يغازل إمرأة كئيبة لا تضحك و لا تبتسم إلا أمام المسرحيات و الأفلام ، و الحل لمثل هذه المشكلات سهلاً و بسيطاً فإذا حاول كل من الطرفين الإقتراب من الطرف الآخر فلن تكون هناك أدنى مشكلة فعلى كل زوجة أن تُشعر زوجها بوجوده كرجل و حبيب و أب بل تشعره انه كل شيء في حياتها و أيضاً على الزوج أن يبادلها نفس الإحساس مع الإبتعاد قليلاً عن ضغوط العمل و من المؤكد أن لكل فعل رد فعل ولا يوجد من يقابل الإحسان بالإساءة إلا القليل و ما عند الله لا ينفذ ولا يضيع أبداً.

و أخيراً فإذا حاول كل منا أن يراجع نفسه على أفعاله و تصرفاته و لو لخمس دقائق يومياً إبتغاء مرضاة الله فستكون هذه هي المساهمة الفعالة لمحاولة الرقي و التقدم بمجتمعنا في شتي المجلات تصديقاً لقول الحق تبارك و تعالي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )

،،، منشور على موقع مصراوي على الرابط التالي

http://www.masrawy.com/ketabat/ArticlesDetails.aspx?AID=7169