حوار مع مكتئب

نحلم إيه يا عم هيا ناقصة فلسفة ،،،، هكذا كان ردأحمد عندما قابلته على إحدي المقاهي جالس ليس له هدف أو إتجاه في الحياة سوى هذا الجلوس ،،نعم الجلوس فقط على المقاهي لتضييع الوقت لأنه تخرج من الجامعه حاصلاً على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وبداخله أنين الحزن لأنه كان يتمنى أن يصبح ضابطاً في الشرطة أو القوات المسلحة ولكن الله لم يشأ تحقيق هذا الحلم...


فأقتربت منه أكثر وسألته عن مدي حبه لما درسه في الجامعه ، فأخبرني بأنه لم يدخل هذه الجامعه إلا لإرضاء والده حتى يصبح مدرساً مثله ، فسألته عن حلمه في الحياة فرد عليَ بصوت أجش ( هيا دي حياة حد يحلم فيها ...فقلت له وهل هناك حياة بلا حلم !!! فقال لي وهل يمكن الحلم في حياة لا يوجد بها فرص عمل أو مال أو زواج ، متى سأتزوج ومتى سيصبح لي شأن وكيان في المجتمع فقلت له أنظر لكل ناجح وراجع سجل حياته فإن لم تجد له حلم في البداية فلن يكون له نجاح في النهاية ..... نعم فالحلم أساس النجاح ،، ومن منا تخرج من الجامعه ووجد عمله منتظراً لتخرجه إلا القليل؟؟ .


إحلم جيداً وتوسع في حلمك كما تشاء ثم إسعى بكل قوة لتحقيق ما تتمنى وأجعل دائماً بداخلك نية ...نعم أجعل بداخلك دائماً نية مشروعة وهي مساعدة الغير من أصدقائك أو معارفك أو جيرانك أو أي شخص تجده يحتاج للمساعدة.


وليست المساعدة دائماً بالمال فمن الممكن أن تكون بكلمة أو نصيحة أو إبتسامه أو حتى بإستشارة ، فإذا كنت طبيباً وصادفك من يحتاج لوصف الدواء وهو لا يملك ثمن الكشف فبادر بالمساعدة ، و إن كنت سائقاً أو حتى قائداً لسيارتك الملاكي وصادفك سيدة مسنة تطلب منك أن تقلها في طريقك إلى نهاية الشارع فبادر بالمساعدة ، و لو كنت محامياً وطُلبت منك المشورة ممن لا يملك الأتعاب فتوكل على الله وأعطه ما يشاء من معلومات حتى لو كان موكلاً لغيرك ويريد التحقق من صحة الإجراءات و أعلم دائماً أن نقل العلم مسئولية وأنه لا تآمر على الله لرزق..ولو نظر كل منا لمهنته فسوف يجدها سبباً كبيراً للحسنات وهو لا يعلم


وهناك طرق أخرى تعينك على تحقيق حلمك ومنها أن تتمنى زيادة الرزق من أجل مساعدة من حولك أو تقوم برفع مرتبات من يعملون معك أو تزيد من عدد الموظفين في شركتك ، أهم ما في الموضوع أن يكون لك حلم ، نعم حلم مشروع حلم طاهر يتجه لتحقيق نهضة في المجتمع .


فقد خلقك الله في الحياة لتكون فارس ضمن مجموعة عمل حتى يأتي عليك الدور لتكون أنت قائد المجموعة وتنقل ما لديك من خبرات لغيرك ، وصدقني ستجد في ذلك المتعة ما دمت تفعل كل شيء في حياتك كي تساعد غيرك وتبني نهضة لهذه الأمة.


وأنظر دائماً في ساعتك لتعلم كم مر من العمر مضي وكي تحاسب نفسك باليوم والساعة وتعلم ماذا قدمت في حياتك


وحاول تطوير نفسك بإستمرار فمع مرور الزمن كل شيء قابل للتغيير والتطوير ، فنحن الآن في عصر الكمبيوتر والأنترنت ، وأعلم أن كل شيء في حياتك قابل للإستخدام في الخير كما يقبل الإستغلال في الشر ، فكم ساعة قضيت أمام الإنترنت وكم حسنة عادت عليك من إستغلاله !!! فالبحث عن الوظائف لك ولغيرك حسنات والأنتماء للمنتديات الراقية حسنات والمشاركات البناءة حسنات وتشجيع الغير على الخير حسنات وعليك ايضأ بتثقيف نفسك باللغات والمعلومات حتى لو كانت لا تخص مجالك اليوم فمن الممكن أن تنفعك أو تنفع أصدقائك غداً .


قم بإلغاء مبدأ اليأس من حياتك نهائياً فلم يُخلق اليأس لمن يؤمن بالله و يتقرب منه بالطاعات ويستغفر بعد الذنوب ، فقط أطلب من الله و أصبر على طلبك و سترى النتيجة وأعلم أنه لا يصعب الله شيء ....


أنظر دائماً للنماذج الناجحة في الحياة و ضعهم أمامك بإستمرار و حاول أن تتشبه بهم في تصرفاتهم و في طموحاتهم وأحلم مثلهم فلا يوجد نجاح بلا حلم و من المؤكد أنهم حلموا في يوم من الأيام وسعوا لتحقيق هذا الحلم.


أصبر فالدنيا لم تخلق إلا في ستة ايام على الرغم من قدرة الله على خلقها في طرفة عين ولكنه أراد أن يعلمنا الصبر..........


وهكذا كانت كلماتي لأحمد الذي كان يري الحياة مظلمة و اليوم هو يعمل في كبرى شركات البرمجة وعلى الرغم من أنه في مجال لا يخص دراسته إلا إنه ناجح و يترقى مناصب كبيرة داخل الشركة على الرغم من صغر سنه ، نعم فقد فتش أحمد بداخله عما يهواه فوجد أن حبه لمجال الكمبيوتر هو أكثر شيء فبدأ في البحث عن وظيفة في هذا المجال وقامت الشركة بإعطاءه دورات على نفقتها بعد تعيينه ببضع أشهر وذلك لتطوير أداءه لأنهم لمسوا فيه الموهبة القابلة للتطوير............وهكذا يكون مصير كل من يحلم ويسعى لتحقيق الحلم



من كتاباتي على موقع مصراوي
http://www.masrawy.com/ketabat/ArticlesDetails.aspx?AID=55606